مــــــــدارســــنا القــــــاصــــــــرة

╝◄( مــــــــدارســــنا القــــــاصــــــــرة )►╚

بقلمي لمنتدى شؤون تعليمية

(شكرا للمشرف سيمو الذي مدّني بالصور)




انتهت السنة الدراسية بحلوها ومرها وانصرف الغالبية منا لاستغلال بعض من الوقت في الاستجمام,قبل ان يقبل شهر رمضان الذي تكون فيه الحركة اقل بسبب تزامن الصيام مع الصيف و الحر ,خاصة خلال النهار.موسم دراسي انتهى فلملم بعض منا جراح اخفاقاته واستعد اخرون للاحتفال بنجاحاته النسبية.والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هذ هالايام هو ماذا بعد النجاح؟ هل من افاق تعليمية تنتظر جحافل الناجحين ام ان متا تعلموه في المدرسة لا يناسب سوق الشغل كالعادة ؟ هل سيفيد النجاح اصحابه ام انهم سيضطرون لركوب قطار البطاليين والطاقات المهدورة مع سابقيهم؟



ما يحدث لذوي الشواهد هو بمتابة الجريمة النكراء التي ترتكب باسم القسمة والنصيب والقدر.يقضون سنوات من حياتهم بين المدارس واسلاك التعليم فينتهون الى اجيال غير مرغوب فيها فيكرهون ما فعلوا ويكرهون المدارس والاساتذة والوطن...تم نأتي بعد ذلك لنتساءل لماذا تزداد نسبة الافات الاجتماعية,اليس هذا سببا كافيا لجعل الغالبية من البطاليين يخرجون عن صوابهم. وما يزيد الطين بلة ان اغلبية الخريجين ليس لهم الامكانيات واحيانا ليس لهم الشجاعة الكافية لركوب قطار المبادرة الخاصة لان نتائجها غير مضمونة واحيانا بعيدة عن تكوينهم.وامام ضغط الاسرة التي تعتبر تعليم ابناءها استثمارا يجب جني تماره ,وضغط الظروف الاجتماعية لا يجد الخريج نفسه امام حلول كثيرة فإما الانحراف او الاحتجاج او الهجرة.هكذا يقسو الوطن على ابناءه فيضطرهم الى مغادرته قسرا.



ان المدرسة التي نفتح ابواب افاقها على البطالة وعلى الفراغ هي مدرسة فاشلة شكلا ومضمونا.فمن جيث الشكل هي لا تشكل اي اهمية بالنسبة للوسط الاجتماعي, لانعدام فائدتها الا في حالات استثنائية والاستثناء لا يصنع ولا ينفي القاعدة.ومن حيث المضمون فهي قاصر تربويا بل ويتعلم منها الطفل ما هو سلبي اكثر مما هو ايجابي,من حيث السلوك وذلك بفعل الرفقة والاحتكاك بالنماذج السبية.وما دامت المعرفة التي تقدمها لا تضمن لقمة العيش فهي قاصر معرفيا ايضا.فمتى يا ترى ستصبح مدارسنا في مستوى التطور الذي تعيشه مختلف القطاعات ؟ أليس المدرسة هي من يجب ان تقود التطور من خلال ما تقدمه من تربية ومعرفة؟ ام ان الاية عندنا معكوسة والمدرسة هي من تسعى وراء التطور الذي يسبقها بمراحل؟ اسئلة كثيرة لن يجيب عنها الا مسؤولو التربية والتعليم في منطقتنا العربية.