الحاجات الأساسية للمراهقين2

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

الحاجات الأساسية للمراهقين2



- ويراعى عند اشتراكه فى عمل جماعى اشعاره بالعدل فى المعاملة وتجنب لومه أمام الآخرين ومراعاة ملبسه ومظهره ومصروفه من غير سرف ولا تقتير وكذلك تدريبه أن يكون قائداً ومنقاداً وكذلك تدريبه على حماية غيره له وحمايته لغيره بوسائل عدة منها حراسة الممتلكات وحفظ الأمانات 0

- ومن المهم التعرف على حاجاته الشخصية مع مراعاة الفروق الفردية وتوفيرها فالجماعة ( الشلة ) التى تستطيع توفير حاجات المراهق الشخصية هى التى لاشك ستكسب انتماءه إليها0

1. الحاجة إلى الإستثارة :-

فمع بحثه عن الراحة والهدوء إلا أنه بعد فترة يمل الهدوء ويسعى إلى موضوعات تشغله 0 وهو بدون هذه الإستثارة يشعر الفراغ فهو لا يطيق أن يعيش ولا يفعل شيئاً فيميل إلى الشغل والعمل لذلك المهم اشعاره بوجود تحد سواء كان فى شكل مشكلة تحتاج إلى حل أو هدف ما مطلوب تحقيقه أو ضرر مطلوب دفعه سواء كان هذا خاص به شخصياً أو خاص بحياة المجموعة التى ينتمى إليها أو خاص بالمجتمع ككل أو بالأمة أجمع أو بالدين الذى ينتمى إليه0

- وتعتبر المخاوف والهموم من المثيرات للفرد إلا أن كثرتها يصيب باليأس والإحباط خاصة عند الشعور بالعجز الكامل أمامها0

- كما أن التغاضى التام عنها يؤدى إلى الإستخفاف بها واللامبالاة فينبغى الإختيار من بينها وعرض مناسب منها على المراهق فى حدود طاقته وقدراته وفيما يرضى الله عز وجل 0

- ومن المفيد فتح باب الأمل عند إقباله واستشارته لعمل ما بالقدر الذى يجعله قادراً على التغلب على المصاعب والعوائق ويستطيع أن يؤكد ذاته ويحسنها خاصة إذا كان الأمل فى توفيق الله عز وجل من غير تسويف كاذب أو خيال واهن0

2. الحاجة إلى الحرية :-

حينما يعطى المراهق حريته فى التصرف وأخذ القرار تبرز ذاته وتظهر شخصيته ويعتمد على نفسه فى كل شىء0

وكبت هذه الحرية يجعل الفرد سلبى ونمطى فى تعامله مع الآخرين والبالغ يحب أن يكون حراً فى إختيار ملابسه وأصحابه كما يجب أن يكون حراً فى التعبير عن أفكاره ومقترحاته وآرائه 0

والمراهق البالغ تجرى عليه أحكام الشرع باعتباره مسئولاً عن تصرفاته فقد جرى عليه القلم وأصبح محاسباً أمام الله عز وجل تجرى عليه حدود الله لذلك فالأولى عند المناقشة أن يشعر أنه هو صاحب القرار فلا يصح أن تفرض عليه قرارات علوية ثم يكون عليه التنفيذ إلا بعد أن يقتنع كذلك يحسن أن تكون طاعته لوالديه فى هذه المرحلة نابعة من حسن التعبد إلى الله عز وجل بالإحسان للوالدين والبر بهما وليس من باب السلطة المطلقة للكبار التى يشعر الطفل أن ينقاد بها 0

3. الحاجة إلى الضبط :-

الذى يكون من باب الإلتزام الصواب الذى لا يتعارض مع القواعد الشرعية والقوانين والأعراف فهى معايير الضبط للمجتمع 0

- والمراهق يخضع للضبط من جماعته ( شلته ) أكثر من خضوعه لضبط الكبار فينبغى استثمار هذا الأمر فى التوجيه غير المباشر وذلك عن طريق أقرانه وأصدقائه 0

كذلك ينبغى التدرج بالمراهق إلى أن يكون الضبط ذاتياً نابعاً من داخله وليس خارجياً

ناتجاً عن التأثير الخارجى بسبب البيئة المحيطة فكلما زادت قدرة الفرد على ضبط نفسه

- ذاتياً قلت حاجته إلى الضبط الصادر من سلطة أخرى خارجة عن ذاته وبهذا يصبح الرقيب على الفرد نابعاً من داخل الفرد نفسه ( الضمير ) ومن ثمرة ذلك عدم انتهاك حرمات الله عز وجل بمنأى عن الأعين فضلاً عن عدم الجهر بها

1. الحاجة إلى الإشباع الجنسى :-

وهى حاجة ملحة يحاول ان يشبعها بعض المراهقين بأساليب وعادات يتعرفون عليها من بعضهم البعض وينتج عنها تصريف جنسى غير شرعى وغير طبيعى 0

والجنس بصفة عامة يعتبر المشكلة الأولى للشباب فى هذا العصر نظراً لإنتشار عوامل الإثارة الجنسية وما تسببه من ضغط عصبى ونفسى شديد على الشباب فضلاً عن الدافع الغريزى الطبيعى القوى فى هذه المرحلة فيكثر المراهق من القراءات الجنسية والمشاهدات والنكات الجنسية ، كما يزداد التعرض للمثيرات مثل الصور والأفلام فضلاً عن أحلام اليقظة0

ويصبح أمام الفتى أو الفتاة لتصريف الشهوة الجنسية واشباعها عدة طرق تبدأ من الإستمناء وتستمر حتى الزنا أو الشذوذ مروراً بالزواج العرفى أو ما يسمى بالزواج الروحى أو السرى أو الدم وكلها طرق ليست شرعية وليست طبيعية أعاذنا الله وذرياتنا منها ومن كل ما لا يرضيه عز وجل0

وقد حدد الشرع الحنيف الحل فى اشباع الحاجة الجنسية فى الزواج وجعل البديل له الإستعفاف " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله " النور 33 0

فكان الإستعفاف نظام للحياة فى مرحلة من مراحلها كما أن الزواج نظام للحياة فى مرحلة من مراحلها وذلك حتى يتيسر للشاب والشابة أمر الزواج0

ويمكن إعانة المراهقين على الإستعفاف بوسائل عدة نذكر منها:

- إدراك حقيقة الذات حيث يتعرف على الهوية والمهمة المناط بالإنسان تحقيقها فى هذه الدنيا والتى تتلخص فى " يايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون 0 وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج 0 ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الماس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " الآية آخر سورة الحج0

- حسن الصلة بالله واستشعار رقابة الله عز وجل بالأداء الآلى والميكانيكى للعبادات ولكن من باب حب الله والرغبة فيما عند الله فإشاعة الجو الإيمانى فى البيت بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والرجاء من الله والخوف من الله ووجل القلوب لذكر الله مع تذكير الشاب المراهق بفضل الذى دعته إمرأة ذات مال وجمال فقال إنى أخاف الله وكذا فضل الشاب الذى نشأ فى طاعة الله عز وجل وذلك رجاء ً فى ظل الله سبحانه يوم لا ظل إلا ظله0

- تحسين المستوى الأخلاقى حيث إدراك الحدود والقيم والأعراف وتكوين إتجاه قيمى وجدانى قوى نحو الإلتزام بالسلوك الحميد والأخلاق الفاضلة والتى يكون فيها الوقاية من الزلل والرذائل وذلك يبدأ من غض البصر وحفظ اللسان ووقاية الأذن وحراسة الخواطر ومنع الخلوة وحفظ العورة وتجنب الإختلاط0

- هذا مع اللجوء إلى الله بالدعوات الصالحات سواء دعاء الوالدين للأبناء أو دعاء الشاب وذلك أن يعافينا الله عز وجل من الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن0

الصحبة الطيبة والتى دائماً وأبداً تكون مرتبطة ببيوت الله ويمكن هذا من خلال حب المراهق للصحبة الطيبة التى تساعده على الإرتباط ببيوت الله أو من خلال تحبيبه فى بيوت الله التى من خلالها يتعرف على أقرانه وأمثاله المرتبطين بالمساجد فتتكون صحبة

- خيرة " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله "0 النور 36

الإستيعاب العائلى حيث يشعر المراهق فى بيته بالحب والتفاهم من جميع الأفراد فيتوفر جو المصارحة والثقة مع الرقابة الذكية من الكبار لما يسمع ويقرأ ويشاهد وما يشغل به أوقات الفراغ التى يحسن أن توظف قدر الإمكان ولا مانع من الترفيه والتسلية من غير إخلال أو إثارة مع استفراغ الجهد البدنى فى الرياضات المفيدة التى تزيد من اللياقة ، قال الشافعى رضى الله عنه ( نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل